تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » النساء في طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم حيًّا وميتًا،

النساء في طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم حيًّا وميتًا،

  • بواسطة

لم يكن السمع والطاعة قاصرًا على الصحابة فحسب بل ضرب النساء الصحابيات بسهم وافر في هذا الخير العظيم فقدمن -رضي الله عنهن- قوله صلى الله عليه وسلم على قولهن ورأيه على رأيهن، ولم يجدن في أنفسهن حرجًا مما قضي به وسلموا بأمره تسليمًا، فمن ذلك ما رواه أَبو أُسَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ وَهُوَ خَارِجٌ مِنْ الْمَسْجِدِ فَاخْتَلَطَ الرِّجَالُ مَعَ النِّسَاءِ فِي الطَّرِيقِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِلنِّسَاءِ: «اسْتَأْخِرْنَ فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكُنَّ أَنْ تَحْقُقْنَ الطَّرِيقَ عَلَيْكُنَّ بِحَافَّاتِ الطَّرِيقِ فَكَانَتْ الْمَرْأَةُ تَلْتَصِقُ بِالْجِدَارِ حَتَّى إِنَّ ثَوْبَهَا لَيَتَعَلَّقُ بِالْجِدَارِ مِنْ لُصُوقِهَا بِهِ»([1])
وعن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: «يَرْحَمُ اللَّهُ نِسَاءَ الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلَ لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ شَقَقْنَ أَكْنَفَ مُرُوطِهِنَّ فَاخْتَمَرْنَ بِهَا»([2])
والعجيب أن ترى المسلمات اليوم يَجُبْنَّ الشوارع ذاهبات آيبات كاسيات عاريات يحاربن الحجاب، ويراوغن رسولهن صلى الله عليه وسلم فليس ثم إجابة لأمره، أو طاعة له، وهن -والله- الخاسرات، ولكن على الجانب الآخر المشرق هناك اليوم نساء عابدات طاهرات، مقرَّات في بيوتهن فنسأل الله أن يكثر من أمثالهن.
وفي أمر مهِمٍّ من أمور النساء ألا وهو الزواج واختيار شريك الحياة قدمن رضي الله عنهن رأيه صلى الله عليه وسلم على رأيهن واختياره على اختيارهن، فمن ذلك ما رواته فَاطِمَةَ بِنْتَ قَيْسٍ قالت: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «إِذَا حَلَلْتِ فَآذِنِينِي فَآذَنَتْهُ فَخَطَبَهَا مُعَاوِيَةُ وَأَبُو الْجَهْمِ بْنُ صُخَيْرٍ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمَّا مُعَاوِيَةُ فَرَجُلٌ تَرِبٌ لَا مَالَ لَهُ وَأَمَّا أَبُو الْجَهْمِ فَرَجُلٌ ضَرَّابٌ لِلنِّسَاءِ وَلَكِنْ أُسَامَةُ فَقَالَتْ بِيَدِهَا هَكَذَا أُسَامَةُ أُسَامَةُ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَاعَةُ اللَّهِ وَطَاعَةُ رَسُولِهِ خَيْرٌ لَكِ قَالَتْ فَتَزَوَّجْتُهُ فَاغْتَبَطْتُ بِهِ»([3])
وعن الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: «أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرْتُ لَهُ امْرَأَةً أَخْطُبُهَا فَقَالَ اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا فَأَتَيْت امْرَأَةً مِنْ الْأَنْصَارِ فَخَطَبْتُهَا إِلَى أَبَوَيْهَا وَأَخْبَرْتُهُمَا بِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَكَأَنَّهُمَا كَرِهَا ذَلِكَ قَالَ فَسَمِعَتْ ذَلِكَ الْمَرْأَةُ وَهِيَ فِي خِدْرِهَا فَقَالَتْ إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَكَ أَنْ تَنْظُرَ فَانْظُرْ وَإِلَّا فَأَنْشُدُكَ كَأَنَّهَا أَعْظَمَتْ ذَلِكَ قَالَ فَنَظَرْتُ إِلَيْهَا فَتَزَوَّجْتُهَا فَذَكَرَ مِنْ مُوَافَقَتِهَا»([4])
وكان يستوي في تنفيذ أمره صلى الله عليه وسلم البعيد والقريب، بل كانت جميع المسلمات قريبًا منه، فهو بمثابة أبيهم العطوف بهم والحاني عليهم، فهذه فاطمة ابنته صلى الله عليه وسلم تمتثل لأمره وإن كان فيه مشقة بها، فقد ذهب عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ هو وفاطمة يسألان رسول الله صلى الله عليه وسلم خادمًا فقال رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم : «إِنَّ فَاطِمَةَ جَرَّتْ بِالرَّحَى حَتَّى أَثَّرَتْ فِي يَدِهَا وَحَمَلَتْ بِالْقِرْبَةِ حَتَّى أَثَّرَتْ فِي نَحْرِهَا فَلَمَّا أَنْ جَاءَكَ الْخَدَمُ أَمَرْتُهَا أَنْ تَأْتِيَكَ فَتَسْتَخْدِمَكَ خَادِمًا يَقِيهَا حَرَّ مَا هِيَ فِيهِ قَالَ اتَّقِي اللَّهَ يَا فَاطِمَةُ وَأَدِّي فَرِيضَةَ رَبِّكِ وَاعْمَلِي عَمَلَ أَهْلِكِ فَإِذَا أَخَذْتِ مَضْجَعَكِ فَسَبِّحِي ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَاحْمَدِي ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَكَبِّرِي أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ فَتِلْكَ مِائَةٌ فَهِيَ خَيْرٌ لَكِ مِنْ خَادِمٍ قَالَتْ رَضِيتُ عَنْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»([7])
وكما قال تعالى: {هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللّهِ} [آل عمراط®ظ„ظٹط¬ظٹط©63] كذا هناك مراتب ودرجات يختص بها بعض الناس عن بعض نظرًا لشدة الإيمان واليقين بقوله صلى الله عليه وسلم وإن كان قوله صلى الله عليه وسلم ظاهره المخالفة لأعراف الناس، فالصحابيات في هذا يتفاوتن ولهن فهوم خاصة لا يستطيعها كل أحد من الناس في اليقين بأمره صلى الله عليه وسلم فمن ذلك ما رواه عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ أَنَّ مَيْمُونَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم اسْتَدَانَتْ فَقِيلَ لَهَا يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ تَسْتَدِينِينَ وَلَيْسَ عِنْدَكِ وَفَاءٌ قَالَتْ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ مَنْ أَخَذَ دَيْنًا وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُؤَدِّيَهُ أَعَانَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ»([8])
فهذا الامتثال لأمره صلى الله عليه وسلم والثقة فيه لا يستطيعها إلا الأفذاذ من هذه الأمة، ولا تُطالب بها عامة الأمة إنما هي لخواص الناس.

ولما امتثلت الصحابيات الجليلات لأمره صلى الله عليه وسلم حصَّلنَّ من الخير والبركة ما جعل حياتهن سعادة دائمة فعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ أَتَانِي أَبُو سَلَمَةَ يَوْمًا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَقَدْ سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَوْلًا فَسُرِرْتُ بِهِ قَالَ لَا تُصِيبُ أَحَدًا مِنْ الْمُسْلِمِينَ مُصِيبَةٌ فَيَسْتَرْجِعَ عِنْدَ مُصِيبَتِهِ ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَاخْلُفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا إِلَّا فُعِلَ ذَلِكَ بِهِ قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ فَحَفِظْتُ ذَلِكَ مِنْهُ فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ اسْتَرْجَعْتُ وَقُلْتُ اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَاخْلُفْنِي خَيْرًا مِنْهُ ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى نَفْسِي قُلْتُ مِنْ أَيْنَ لِي خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ فَلَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتِي فَخَطَبَنِي صلى الله عليه وسلم إِلَى نَفْسِي. قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فَقَدْ أَبْدَلَنِي اللَّهُ بِأَبِي سَلَمَةَ خَيْرًا مِنْهُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم »([9])

فالحق ما قالت أم سلمة؛ فرسول الله صلى الله عليه وسلم خيرٌ من ملء الأرض من أبي سلمة، وخير من ملء الأرض من المسلمين أجمعين، فهنيئًا لأم سلمة الطاعة والامتثال لأمره صلى الله عليه وسلم .

فهل لنسائنا من عودة حميدة لامتثال أمره صلى الله عليه وسلم والانقياد له والإذعان لطاعته، لتكون حياتهن خيرًا وبركة وسعادة وهناءً!.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا إنه على كل شيء قدير، والحمد لله رب العالمين.

عن أبي سعيد الخدري ( رضي الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لأبي أمامة, قل إذا أصبحت وإذا أمسيت اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن , وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل , وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجالن25

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

ربي يعطيك الف عافية

دمت بخير

اللهم صلى وسلم وزد وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين

جزاك الله كل خير أخى العزيز
موضوع أكثر من رائع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.