في النصف الثاني من القرن الحالي طرأ على هذه الصناعة تطور هام بفضل صانع دمشقي يدعى جون بيطار الذي يعتبر أول من نزل بالخشب نوعا آخر من الخشب يختلف لونه عن لون الخشب المحفور وذلك على أشكال ورسوم زخرفية عديدة…
وهكذا خرجت صناعة (الموزاييك) للوجود، اذ طور الصناع هذا التنزيل إلى العظم والعاج مما يحدث تأثيرا عظيما في النفس لجمال زخارفها ودقة صنعتها.
ودفع هذا النجاح من جهة والاقبال من المواطنين من جهة أخرى, دفع على ازدهار هذه الصناعة، حيث أخذت تنتج روائع التحف التي تدهش الناظر بدقتها وزخرفتها.
ولم تقتصر هذه الصناعة على القطع الصغيرة بل أنها أخذت تنتج القطع الكبيرة من مكاتب وخزائن كتب وكراسي وقلاطق… بل إن المرء يستطيع أن يحصل على فرش غرفة استقبال كاملة مما يدعو لفخر أبناء دمشق بها.
تستعمل لهذه الصناعة أخشاب من أنواع مختلفة كخشب الجوز واللوز والكمثرى.. أما طريقة الصنع لهذه التحف الفنية فهي كما يلي:
يصنع الهيكل الخشبي باستعمال أنواع متعددة من الخشب حسب رغبة الصانع، ثم تلصق على هذا الهيكل صفائح الموزاييك بالغراء. وتجهز صفائح الموزاييك بأخذ قضبان منتظمة ذات مقطع مربع أو مثلث أو متوازي الأضلاع بطول وسطي 25 سم، ويجمعونها على شكل هندسي وذلك حسب الرسمة المطلوبة ويغرونها بعد ربطها بخيط، وتكون هذه القضبان على ألوان
متعددة. بعض هذه الألوان طبيعي وبعضها مصبوغ، فاللون الأحمر هو من خشب الورد والأصفر من خشب الليمون والفظم هو الأبيض وهو أوروبي الصنع، وكانوا قبل ذلك يستعملون عظام الخيل، وقد كان جميع هذه القضبان من أسرار المهنة، اذ كان المعلم هو الذي يقوم بهذه العملية في سقيفة المصنع فلا يسمح لأحد بمشاهدته…
ويلاحظ على سطح الصفائح الملصوقة بعض الفراغات فينزل فيها صفائح رقيقة من الصدف البحري الذي يستورد من بيت لحم وهو بقايا القطع الناتجة عن الصناعة الصدفية هناك. فصانع الصدف يقطع القطع الصدفية، بعد نقعها بالماء، إلى مربعات وأشكال هندسية صغيرة مختلفة ثم يصقلها لتصبح رقيقة ولامعة وبواسكة الغراء يركبها في الفراغات الموجودة في صفائح الموزاييك، الملصوقة، فتزيد من جمال القطعة ورونقها
موزاييك خشب:
يسلمووووووووووو
مودتى
رائعين
جميلة جدا
يسلمووووووووووو
………بيان………