المسلمون أسسوا حضارة إسلامية راقية في أميركا اللاتينية

المسلمون أسسوا حضارة إسلامية راقية في أميركا اللاتينية

مركز خادم الحرمين الشريفين الثقافي في الأرجنتين.. منارة حضارية إسلامية تنير معالم الطريق للمسلمين وغيرهم

إمام محمد إمام لم تكن مشاركتنا طوال الاسبوع الثاني من مايو (ايار) الماضي في اجتماع رؤساء المراكز والجمعيات الثقافية الاسلامية في اميركا اللاتينية الذي عقد في العاصمة الارجنتينية بوينس ايرس قاصرة على فعاليات ذلك الاجتماع للوقوف على مشاكل وهموم اكثر من خمسة وعشرين مسؤولا عن العمل الثقافي الاسلامي في هذه القارة النائية عن دول العالم الاسلامي والبعيدة عن تأثير نشاط الاقليات المسلمة الفاعلة في مجتمعاتها الجديدة باوروبا والولايات المتحدة الاميركية وكندا.. الخ، بل حرصنا على الوقوف على ظاهرة تدافع الاميركيين اللاتينيين الى الاسلام بعد دراسته وفهمه فهما صحيحا، ليملأ الاسلام الخواء الروحي الذي يعاني منه هؤلاء ليوطدوا صلتهم بالله الواحد الاحد عن طريق اعتناق الدين الاسلامي.
ومن ابرز المعالم الاسلامية التي تستوقف المرء الزائر لمدينة بوينس ايرس مركز خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز الثقافي الاسلامي الذي يعتبر بلا أدنى ريب منارة للاشعاع الحضاري الاسلامي مبنى ومعنى، حيث زرناه في ضيافة عدنان بن عبد الله بغدادي السفير السعودي لدى الارجنتين وأدينا فيه صلاة الجمعة مع وفود المؤتمر وأهل البلد.

فبالفعل يمثل هذا المركز منبرا ينطلق منه صوت الاسلام لينير معالم الطريق للمسلمين وغيرهم. وكذلك زرنا المركز الثقافي الاسلامي في المدينة نفسها وبعض المدارس الاسلامية النظامية والاسبوعية.

أكد لي عدد من المسلمين من الاميركيين اللاتينيين أن هناك اعدادا كبيرة من هؤلاء هجروا الكنيسة الكاثوليكية، واعتنقوا مذاهب وأديانا اخرى من بينها الدين الاسلامي. وان الذين انعم الله عليهم بالهداية الى دين الحق، جذبهم الى اعتناق الاسلام، الجانب الروحي والعملي في هذا الدين القيم. وانهم يتوقون الى الحصول على مصادر اسلامية باللغة الاسبانية، وكذلك الى ترجمة معاني القرآن الكريم باللغة الاسبانية ليتذوقوا حلاوة الايمان ويتعرفوا على جلال القرآن.

الدعوة الإسلامية مع كل الصعاب والمعاناة التي واجهت المسلمين الاوائل في اميركا اللاتينية، فقد حققت الدعوة الاسلامية في هذه المنطقة خلال العقود الاخيرة تقدما ملموسا نتج عنه زيادة في اعداد المسلمين وانشاء المزيد من المؤسسات والمنظمات الدعوية والتعليمية وزيادة فعالية الصحوة وتقوية الانتماء الى الدين الاسلامي الحنيف. كما أدت الهجرات المعاصرة الى بعض دول اميركا اللاتينية الى تنشيط دور المسلمين وتوعيتهم ونشر الوعي الديني الصحيح، حيث بدأ المسلمون يلتزمون بمبادئ الاسلام وتعاليمه وتظهر معالم المجتمع الاسلامي من جديد في هذه المناطق وانجاز ترجمات لمعاني القرآن وكتب اسلامية اخرى باللغة الاسبانية والتعريف بالاسلام عن طريق وسائل الاعلام المختلفة.

بحارة مسلمون مع كولومبس وبالرجوع الى الكتب والوثائق التاريخية، وجدنا انه كان للهجرات الاسلامية دور مهم في نشر الاسلام في هذه المنطقة. فقد أسس المسلمون هنا حضارة اسلامية راقية، كما نشروا الاسلام بين الهنود الحمر (السكان الاصليين) الذين تجاوبوا مع دعوة الاسلام، وما ثورة المسلم الافريقي ماكندال في عام 1758 الذي قاد جهاد المسلمين ضد القهر والتعصب في جزيرة ايسبانيولا (هايتي والدومنيكان) وثورة الزعيم زومبي في بداية القرن السادس عشر في البرازيل في ما بعد الا دليل على ذلك.

وتؤكد الدراسات والبحوث التاريخية أنه عند اكتشاف القارة الاميركية عام 1492 كان بين طاقم السفن التي قادها كرستوفر كولومبس بحارة مسلمون، نظرا لتفوقهم في علم الفلك وتخصصهم في الملاحة وصناعة السفن آنذاك. وهناك آثار اسلامية ونقوش معمارية وأدلة قاطعة في المتاحف البرازيلية تركها بعض الافارقة الذين جيء بهم كعبيد اعتبارا من عام 1538، وتوجد في دار المحفوظات في ولاية باهيا بالبرازيل عشرات الملفات والوثائق والمخطوطات ومحاضر المحاكمات التي تمت عقب اندلاع الثورة الاسلامية في عام 1835 في البرازيل. كما توجد عدة مخلفات مثل الملابس وصور الآلات الموسيقية والمصنوعات التقليدية الافريقية في متاحف كوبا والبرازيل وكولومبيا والمكسيك وبيرو وهايتي وكوراساو.

تقديرات تقريبية لمّا كانت زيارتنا الى الارجنتين، فحق علينا أن نتحدث عن المسلمين في هذا البلد الطيب أهله. يقدر عدد المسلمين في الارجنتين بحوالي 750 ألف نسمة، منهم 160 ألفا يعيشون في بوينس ايرس العاصمة وضواحيها، وهذه الاحصاءات لا ترتكز على ارقام علمية، او عملية مسح حقيقية، وانما هي تقديرات تقريبية بعضها قريب جدا من الواقع، خاصة في الضواحي والقرى، حيث ان المسلمين والعائلات العربية تعرف بعضها البعض.

وقال المهندس محمد يوسف هاجر مدير مكتب الثقAcط)والدعوة في الارجنتين والأمين العام للمنظمة الاسلامية لأميركا اللاتينية لـ«الشرق الأوسط»: ان المسلمين في الارجنتين ينتشرون في مختلف الولايات، ولا توجد منطقة الا وفيها مسلمون، ولكن أهم وجود لهم في العاصمة الارجنتينية بوينس ايرس وضواحيها، وفي الولايات الاخرى مثل مندوسا وتوكومان وسنتافيه وقرطبة ولاريوخا وخوخوي وسالنا وغيرها.

واضاف انه نظرا لهذا الانتشار الواسع والممتد للمسلمين وتسهيلا لتحقيق اللقاءات في ما بينهم وتحاشيا لصعوبة النقل والمواصلات، فقد انشأ المسلمون في أماكن وجودهم جمعيات واندية ومؤسسات، سواء في المدن او في الاحياء، يلتقون فيها ويمارسون النشاطات الاجتماعية وإحياء المناسبات الدينية والثقافية وغيرها. وتلاحظ أنه لم يكن العامل الجغرافي وحده اثر على طبيعة ونوعية هذه المؤسسات في البداية، بل لعبت الانتماءات المذهبية والعشائرية دورا اساسيا على طبيعة هذه المؤسسات ونوعيتها. كما لعبت اسماء المدن والقرى القادمين منها في اوطانهم الام دورا ايضا في تسمية مؤسساتهم وجمعياتهم، ولكن الزمن والظروف الاقتصادية والصعاب التي مرت على الجمعيات الادبية ادت جميعها الى حل بعضها وانضمام البعض الآخر ودمجها، بينما استمر القادرون على الاستمرار، موضحا انه توجد في الارجنتين حاليا عدة جمعيات اسلامية منها: المركز الاسلامي ومقره في بوينس ايرس، ويعود تأسيسه الى عام 1922، ولكن ليس بصفة رسمية. ويملك المركز مقرا كبيرا ومدرسة ابتدائية وروضة اطفال. ويتركز نشاط المركز التعليمي على تعليم الدين الاسلامي واللغة العربية والقاء المحاضرات والندوات وعقود الزواج. كما توجد الجمعية العربية الارجنتينية الاسلامية التي تملك مقرا مهما في العاصمة ومدرسة ابتدائية وروضة اطفال. وقد دشنت هذا العام مبنى المدرسة الثانوية. والجمعية الاسلامية البيرودية واعضاء هذه الجمعية يعود اصلهم الى قرية بيرود في سورية. والجمعية الاسلامية العلوية الخيرية، وهي كما يدل عليها اسمها محصورة بالمسلمين العلويين، ونشاطها ديني اجتماعي. ومكتب الثقافة والدعوة الاسلامية، وينحصر نشاط هذا المكتب في مساعدة المسلمين في جميع الاراضي الارجنتينية، وذلك بتزويدهم بالكتب الاسلامية الصادرة باللغة الاسبانية والحصول لهم على مساعدات مالية، وتعيين المرشدين الدينيين في بعض جمعيات الداخل، والتنسيق بين هذه الجمعيات من اجل عمل اسلامي موحد وغيرها.

منارة حضارية إسلامية أما مركز خادم الحرمين الشريفين الثقافي الاسلامي، فمنارة حضارية اسلامية، يجيء بناؤه في اطار الجهود التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين على المستوى العالمي لتلبية رغبات المسلمين ومساعدتهم على تحقيق آمالهم وأمانيهم لإعمار المساجد وتشييد المراكز الثقافية الاسلامية وانشاء المدارس لتعليم ابناء المسلمين مبادئ الدين الاسلامي واللغة العربية وبعث الدعاة الى مختلف بقاع الارض، خاصة تلك التي يوجد فيها اقليات اسلامية لتوعيتهم بدينهم الحنيف وتنوير عقولهم والحفاظ على تراثهم المجيد. وفي هذا الاطار الاسلامي برزت الى الوجود فكرة انشاء مركز اسلامي في العاصمة الارجنتينية ليكون منبرا اسلاميا ومعلما حضاريا.

وقال عدنان بن عبد الله بغدادي السفير السعودي لدى الارجنتين إن فكرة تشييد المركز الاسلامي برزت الى الوجود بعد زيارة كارلوس منعم الرئيس الارجنتيني السابق الى المملكة العربية السعودية، حيث عبر لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز عن رغبته في تخصيص قطعة ارض هبة للسعودية لتشيد مركزا ثقافيا عليها. وابدى خادم الحرمين الشريفين شكره وتقديره للرئيس منعم، ووعد بتمويل مشروع البناء على نفقته الخاصة. ولتحقيق كل ذلك بذلت جهود مكثفة طيلة عشرين سنة تقريبا، شارك فيها رجال مخلصون، وعلى رأسهم الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء ورئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء السعودي الذي اولى الموضوع عناية خاصة، وكان يبدي توجيهاته وارشاداته للقائمين على المشروع.

واضاف بغدادي ان من اهداف هذا المركز، الحفاظ على الهوية الاسلامية للجالية المسلمة في الارجنتىن، واقامة الشعائر الدينية الاسلامية، وتعليم ابناء المسلمين القرآن الكريم واللغة العربية والعلوم العصرية من روضة الاطفال الى نهاية المرحلة الثانوية، وتوعية المسلمين وتبصيرهم بامور دينهم الحنىف، والتعريف بالاسلام لغير المسلمين بالحكمة والموعظة الحسنة، والتعاون مع المراكز والجمعيات والمؤسسات الاسلامية لخدمة الاسلام والمسلمين، مشيرا الى انه صدر امر سام باسناد مهمة متابعة تشييد مركز خادم الحرمين الشريفين الثقافي الاسلامي بالارجنتين والاشراف عليه الى وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد في السعودية.

واشار الى انه نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز قام الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني في المملكة العربية السعودية، بحضور الدكتور فرناندو دي لاروا بافتتاح مركز خادم الحرمين الشريفين الثقافي الاسلامي وازاحة الستار عن اللوحة التذكارية في 27 جمادى الثانية 1421هـ الموافق 25 سبتمبر (ايلول) الماضي في حفل رسمي كبير اقيم بهذه المناسبة التاريخية، وحضره عدد من كبار المسؤولين في الحكومة الارجنتينية واعضاء السلك الدبلوماسي العربي والاسلامي ورؤساء المراكز والجمعيات والمؤسسات الاسلامية في الارجنتين ودول اميركا اللاتينية.

ويعتبر هذا المركز درة المراكز الاسلامية في اميركا اللاتينية، واصبح معلما مهما من معالم مدينة بوينس ايرس يزوره المواطنون والسياح، لأنه يمثل واجهة الطراز المعماري الاسلامي في الارجنتين ويقصد مكتبته المهتمون بأمر الثقافة والحضارة الاسلامية.

هلا وغلا

يعطيك الف عافيه

سلمت الانامل

الغلا

الله يعطيك العاافيه يااساحررررررررر

مجهوود مميز

مودتي,,,

يعطيك العافية ع الطرح
يسلموا دياتك
تقبل مرورى المتواضع

يسلمواا ساحر

ويعطيك الف عافيه

تحياااتي

خليجية
يسلمو يالغلا على طرح الموضوع
الرائع بروعت حضورك يالغلا
الله يعطيك الف عافية
وسلمت يداااك يالغلا
خليجية

هلا

فيكم جميعا

الف شكر لحضوركم القسم والموضوع

شكرا لك اخوي ساحر

موضوع جميل جدا

الله ينصر الاسلام

ويزدنا حضاره

تقبل خالص تحياتي

كم نحن بحاجة الى انشاء الكثير من هذه المراكز في مختلف انحاء العالم وخاصة في هذه الفترة التي تمر بها الامة الاسلامية

لك الشكرعلى المجهود الرائع

جزاك الله كل الخير ……

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Scroll to Top