الكل يبكيها للشاعر الحميدي الشمري

خايف عليها من الثّرى غطاها…
والا الحصى حافي..أخاف أذّاها…
أكرم عليها بالكفن يامطوّع…
بالبيت ظلّ فراشها وغطاها…
أكرم عليها بالكفن هذي امي…
وإشهد عليها بما عطت يمناها…
هذي الضّحى والليل يتحرونه…
هذي السّماء ونجومها تنعاها…
هذي السوالف مثلنا تبكيها…
والأرض تنشد عن أثر لخطاها…
هذي الكبيرة كبر هذي الدنيا…
هذي العظيمه جلّ من سواها…
أبكي عليها مو نهار وليله…!
ولا سنه تمشي وأعد قضاها…
أبكي عليها كثر ماشالتني…
وكثر الحنين اللي إختلط بغناها…
وكثر الأسامي..وكثر من سمّوها…
وكثر النجوم..وكثر من يرعاها…
ابكي عليها من القهر يادنيا…
من لي انا؟ من لي عقب فرقاها ؟
من فتحت عيني.. ولا خلّتني…
شوفوا ولدها بالقبر خلاها !!
هلّ التراب بوجهها.. ماقصّر…
شفتوا ولدها كيف هو جازاها ؟
لو إنها مكاني ماسوّتها…
لكن أعزّ عيالها سواها…
يالدود شفها ذابله .. جنّبها…
أنا ولدها .. وحاضر .. وأفداها…
قطّعني هاك اللي تبي من جسمي…
بس الكريمه لا تجي بحذاها…
وأوصيك أمانه قل لها تعذرني…
وتكفى تروح تحب لي ماطاها…
أبيها تغفر لي مثل ماكانت…
كل خمله مني بطيبها .. ترفاها…
يالله عساها بالنعيم الخالد…
وعساها في جنة عدن سكناها…
يافضو هذا الكون .. ياهو خالي…
ياضيق هذي الدنيا .. يا مقساها…
يامر طعم فراقها.. يامرّه…
ماني مصدق أرجع وما ألقاها؟!
وشلون أجي غرفتها ماهي فيها؟
وش عذري لسبحتها .. ومصلّاها؟
شـ أقول أنا لدولابها , لشنطتها؟
واذا سئلني مشطها , وحنّاها؟
وعباتها , ومي زمزم , ومصحفها؟
والمبخره ,ورشوشها, وإدواها؟
الكل في غرفتها متفقدها …
حتى الجدار .. مفطّر ويرجاها…
الكل يبكيها .. ماهو ناسيها…
يالله صبّرني شلون أنساها…
ياليتها ماراحت وخلتني…
أو وسعت لي بالقبر واياها…