السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله عدد ما خلق ، الحمد لله مِلءَ ما خلق..
الحمد لله عدد ما في السموات وما في الأرض ..
الحمد لله عدد ما أحصى كتابُهُ ، والحمد لله على ما أحصى كتابه ..
والحمد لله عدد كُلِّ شيءٍ ، والحمد لله مِلءَ كُلِّ شيءٍ .
والصلاة والسَّلام على خير الأنام ..
وأشهد أن لا إله إلاَّ الله العليُّ العظيم ، ربِّ السموات السَّبع وربِّ العرشِ الكريم ،
وأشهد أن محمداً عبدُ الله ورسوله ، وخيرته من خلقه ، وأمينه على وحيه ، وصفيه من عباده ،
الكرامة.. جزء من شخصية الإنسان, ان لم تكن هي المحور الذي يغلف هذه الشخصية ويدور حولها وتدور هي حوله, ولذلك عني الإسلام بكرامة أبنائه وبأوطانهم. لأن هذه الكرامة مرادف للعزة والاعتزاز بالنفس..
ليس بالكبر والخيلاء والاستعلاء على الغير, ولكن بالحق والعدل وداخل إطار منهج الله.
فليس من الكرامة مثلا.. أن تقابل السباب والشتائم من سفيه بمثله لأنك حينئذ ستكون صورة منه.. وقد نظر الإسلام إلي حياتنا الدنيا على أنها عرض زائل بالرغم من أنه أمرنا بأخذ حظنا منها وكأننا نعيش أبدا, ولكنها في البداية والنهاية امتحان على الإنسان ان يجتازه للعبور إلى الهدف الاسمى وهو الحياة الآخرة حيث الخلود في مقام أمين ومكانة سامية لاتضاهيها أي مكانة في الحياة الدنيا, فالذين يريدون الدنيا ومتاعها ولهوها والانشغال بها يؤتهم الله منها وليس لهم في الآخرة من نصيب, والذين يريدون الآخرة ويسعون إليها وهم مؤمنون فإن الله يشكر سعيهم ويكافئهم عليه بالجزاء الذي يعلي من كرامتهم ومكانتهم.
من هنا نظر الإسلام إلى الكرامة على أنها هي التقوى فالأكثر تقوى هو الأكرم على الله وعلى خلق الله, وهنا يسقط التعصب لما نطلق عليه كرامة العشيرة والقبيلة والعائلة.. لأن الناس سواسية لا فضل لأحد على الآخر إلا بالتقوى, فكلهم لآدم وآدم من تراب.. ولو طبقنا ذلك فلن نجد اثرا لعادة الثأر وضحاياها.
والمعنى المقصود هنا أن الكرامة ليست أنك ابن فلان الذي يشار إليه بالبنان ومن عائلة كذا التي تتحدث عنها العائلات ولكن الكرامة في منطق الإسلام هي : من عمل عملا صالحا يستفيد بثمرته هو ومن حوله ومجتمعه الذي يعيش فيه.. وإذا عادت بنا الذاكرة إلى الأب الثاني للبشرية نوح عليه السلام وكرامته على الله كبيرة, ومكانته عظيمة.. وجدنا ابن نوح الذي خالف دعوة أبيه, ضيع الكفر كرامته وقذف به في اليم فأغرقه الطوفان, بالرغم من توسل نوح لربه تعالى : رب ابني من أهلي وأن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين, ويأتي الرد الالهي واضحا : إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم بل ان بقية الرد توجهه في حسم : إني أعظك أن تكون من الجاهلين وهنا يسارع نوح بالاعتذار والاستغفار: رب إني اعوذ بك أن اسألك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين, ويأتي العفو من الله: يانوح اهبط بسلام منا وبركات عليك…
وعلي الجانب الآخر.. نجد إنسانا عاديا فقيرا أعمى ليس نبيا ولا ابن نبي, هو عبد الله بن أم مكتوم يحفظ الإيمان كرامته حين نزلت في حقه سورة عبس : "عبس وتولى أن جاءه الأعمى, ومايدريك لعله يزكى, أو يذكر فتنفعه الذكرى" وجاءت الآيات عتابا للنبي صلى الله عليه وسلم لأنه انصرف عنه طامعا في إسلام مجموعة من وجهاء قريش الذين اسقط الكفر كرامتهم ولذلك يخاطب الله جميع البشر في أوطانهم : "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن اكرمكم عند الله اتقاكم إن الله عليم خبير" فالله تعالى اعلم بصاحب المنزلة والمكانة, خبير بالتقي, النقي, الصالح. الصادق, المؤمن الحق, وهو وحده المطلع على القلوب وبيده الخفض والرفع والتكريم والتحقير, يعز من يشاء ويذل من يشاء, فالكرامة عند الله أفضل لأن البشر لايملك أي منهم للآخر نفعا أو ضرا.. وهنا نسأل: ما فائدة ان يكون إنسان ما في أعلى المناصب وهو عاص لله,, والآية الكريمة تقول: ومن يهن الله فماله من مكرم.
ومهما ارتفع ذكر الإنسان في الدنيا وذاعت شهرته وأصبح ذا جاه وسلطان.. ولكنه غارق في الرذائل والذنوب.. تكون هذه الأشياء حجة عليه في يوم الحساب..
على أن الكرامة بمنطق الإسلام ومنهجه تجنح إلى العفو والتسامح والصفح.. بعكس مفهومها الذي نمارسه في عاداتنا فهي تجنح إلى الانتقام.. وكلما كان الإنسان قادرا على العفو والاحسان كان أكثر كرامة عند الله وعند الناس, ولهذا يقول الله تعالى: والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين.
ومنطق الآية الكريمة مضاد للمنطق السائد في عاداتنا.. فمن سبك أو أساء إليك ترد ذلك إليه مضاعفا تحت ادعاء أنه وضع كرامتك في التراب.. غير أن الإنسان المؤمن حقيقة هو الذي يكون قادرا على ان يكظم غيظه, فإن ارتقى أكثر عفا عمن أساء إليه.. ويظل يرقى حتى يصل إلى درجة الاحسان, وفي ذلك يقول القرآن الكريم: "ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم, ومايلقاها إلا الذين صبروا ومايلقاها إلا ذو حظ عظيم."
وبهذا يحل التسامح محل الانتقام ويسود الصفاء مكان التشاحن والخصام وتتجه طاقات التدمير والانتقام في الإنسان إلى البناء وإعمار الكون, كما تتجه إلى أعداء الله وأعداء الوطن والمفسدين في الأرض.. وإذا كان المنطق السائد أن الكرامة تقتضي عدم قبول الاعتذار والتمادي في الخصام.. فإن الإسلام بعيد عن ذلك, لأن المتخاصمين حين يلتقيان خيرهما الذي يبدأ بالسلام كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم.
إن كرامة الإنسان.. في صلته بالله عز وجل, وفي طاعته والسير على منهجه في قرآنه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم, وفي العفو عند القدرة عليه, وفي الصفح والتسامح, وفي البعد عن السيطرة والهيمنة على عباد الله بغير حق, وفي استمداد القوة والعزة من الله عز وجل وفي الكسب الحلال والعمل الصالح للدنيا والآخرة والانتماء للدين والوطن واداء حقهما, وفي بر الوالدين وصلة الأرحام ورعاية اليتامى, وفي نشر العدل والحق والأمن والسلام وعدم الاعتداء على الآخرين.. أما غير ذلك فيبتعد بك عن منطق الإسلام في نظرته إلى كرامة الإنسان فاختر لنفسك مايجعلك صاحب كرامة عند الله والناس.
بهجة الدنيـــا*
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
جزاكى الله الف الف خير اختى بهجه الدنيا طرح فى قمه الروعه طرح مميز
بارك الله فيكى
وجعله فى ميزان حسناتك
بانتظار جديدك
تقبلى مرورى
بهجت الدنيا
طرح روووعة ومتميز
تسلم ايدك
جزاك الله خير
وجعله في ميزان حسناتك
الله يعطيك العافيه
دمتي بود
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
|
بٌَِهٍَجًِْة آلدًٍنْيَآ
|
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .
موفق بإذن الله … لك مني أجمل تحية .