الجزء الثانى

ابن كثير:
(وأما المنافع الدنيوية من حيث إن فيها نفع البدن، وتهضيم الطعام وإخراج الفضلات، وتشحيذ بعض الأذهان، ولذة الشدة المطربة.
ولكن هذه المصالح لا توازي مضرته ومفسدته الراجحة لتعلقها بالعقل والدين، ولهذا قال الله تعالى: (وَإِثْمُهُمَــآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا).
وقال القرطبي: (وقد قيل في منافعها إنها تهضم الطعام، وتقوي الضعيف، وتعين على الباه، وتشجع الجبان، وتصفي اللون، إلى غير ذلك من اللذة بها).
وقال سعيد حوى في تفسيره الأساس: (ومنافع الخمر من حيث فيها بعض النفع للجسد في بعض حالاته). وذكر الفخر الرازي بعض المنافع البدنية لها فقال: (فمنافع الخمر أنهم كانوا يتغالون بها إذا جلبوها من النواحي، وكان المشتري إذا ترك المماكسة في الثمن كانوا يعدّون ذلك فضيلة ومكرمة، فكانت تكثر أرباحهم بسبب ذلك. ومنها أنه (أي الخمر) يقوي الضعيف، ويهضم الطعام ويعين على الباه (الجماع)، ويسلي المخزون، ويشجع الجبان، ويسخّي البخيل، ويصفّي اللون، وينعش الحرارة الغريزية، ويزيد في الهمة).
ولعمري لو كان في الخمر هذه الصفات لكان ذلك من دواعي شربها، بل هذا كله باطل وسنفصل القول فيه تفصيلاً وهو من الأوهام المتعلقة بالخمر فهي لا تقوي الضعيف بل تزيده ضعفًا وهزالاً، ولا تهضم الطعام بل تسبب التهاب الجهاز الهضمي ابتداء من الفم وانتهاء بالأمعاء مرورًا بالبلعوم والمريء والمعدة والبنكرياس والكبد. ولا تعين على الباه بل تفقد المرء عقله، فيقدم على الجرائم الجنسية ويعتدي على أمه وأخته، ونصف جرائم الاغتصاب على الأقل في العالم تقع تحت تأثير الخمر، وهي لا تسلي المحزون إذ إن تسليتها إذا حدثت وقتية سريعة الزوال وتعقبها الحسرات وتكثر المعارك والعداوات والبغضاء بين من يشربونها. وأما تشجيعها الجبان فهو ناتج عن فقدان العقل وحدوث التهور، وتقول الإحصائيات الحديثة إن 86 بالمئة من جرائم القتل تمت تحت تأثير الخمور فأي شجاعة هذه؟؟ وإن ما لا يقل عن 50 بالمئة من حوادث المرور ناتجة عن شربها.
وأما أنها تسخّي البخيل فعند فقده عقله يصرف ماله في غير موضعه، وهذا إسراف منهي عنه، وإضاعة للمال. وهؤلاء السكارى ينفقون أموالهم في الباطل والحرام ولا ينفقونها في سبيل الله، ولا لإغاثة ملهوف، وإنقاذ المنكوب، وإعانة الفقراء والأرامل واليتامى والمساكين.
وأما تصفيتها اللون فهو ما يحدث من الحمرة في وجه شارب الخمر وذلك بسبب تمدد الأوعية الدموية تحت الجلد، وبسبب إصابة الكبد وتليفها، فيحدث ذلك الاحتقان، وهو علامة المرض لا علامة الصحة.
ويصحبه عادة ارتفاع في ضغط الدم فيزداد الخطر على الصحـة على عكـس مـا توهمـه القدمـاء.. وأمـا قوله: (وينعش الحرارة الغريزية) فعبارة يستخدمها القدماء ولا محل لها في الطب الحديث. وأما قوله: (ويزيد في الهمة والاستعلاء) فأي همة لدى هؤلاء السكارى سوى مزيد من السكر والعربدة؟! وهم أذل خلق الله.. ولا يستعلون إلا على الضعفاء والمساكين. وأما الأقوياء فيستخذون أمامهم ويتذللون لهم.
منافع الخمر في التراث الطبي الإسلامي:
اتجهت الغالبية الساحقة من الأطباء المسلمين إلى أن شرب الخمر باعتدال معين على الصحة، وأنها تهضم الطعام، وتشحذ الأذهان، وتقوّي الضعيف، وتزيد في الباءة، وتخصّب البدن، وتحسّن اللون..إلخ، واتفقوا جميعا على أن إدمان شربها والإكثار منها ضار بالصحة وأنها تؤدي إلى الرعشة والرجفة والفالج (الشلل)، وتبلّد الذهن، وترخي العصب، وتفسد مزاج الدماغ والكبد.. وكانوا ينصحون بتناولها ممزوجة بالماء، ويفصلون في أنواعها:
فالنبيذ الأحمر فوائده كذا، وينفع لكذا، ويصلح للشباب، والنبيذ الأبيض لكذا ولكذا. وينفع المحرورين..إلخ.. وأفضل استعمالها عندهم كل ثلاثة أيام مرة. والبلوغ إلى حد السكر وفقدان العقل عندهم ضار إلا أن يكون مرة أو مرتين في الشهر؛ فإن في ذلك فائدة ـ حسب وهمهم ـ لتسخين الجسد وإخراج الفضلات منه.
وقد سطر ذلك الوهم الفاسد عن منافع الخمر الجسدية كل من:
أبي بكر الرازي (251ـ 311هـ) في كتابه منافع الأغذية ودفع مضارها (ص69ـ 85).
وأبي الحسين بن علي بن سينا (370ـ 428هـ) في منافع الخمر في كتابه القانون من الجزء الأول والثالث في تدبير الماء والشراب.
وداود الأنطاكي المتوفى سنة 1008هـ تحت باب الخمر في تذكرته الشهيرة.
ومع ذلك نجد بعض الأطباء المسلمين يعارضون هـذا الاتجــاه كابن النفيس القرشي الذي عرض عليه زملاؤه الأطباء شرب الخمر عندما مرض فأبى ذلك بشدة.
مؤلف معاصر يتحدث عن منافع الخمر الطبيعية:
ذكر سعيد جرجس كوبلي في كتابه (أسرار الطب العربي القديم والحديث) في معالجته لبعض الأمراض استخدام السبرتو والويسكي لمعالجة البول السكري. فقد جاء في الصفحة 65 من الكتاب المذكور أن الويسكي مع دبس الرمان، تؤخذ بعد العشاء لمدة 15 يوما كفيلة بالقضاء على البول السكري. وفي الصفحة التالية (66) ذكر أن ملعقة السبرتو الأبيض على الريق مع ملعقة من دبس الرمان لمدة 15 يوما تكفي لمعالجة الشخص من البول السكري وشفائه التام منه.
والسبرتو من السموم الناقعة المحتوية على الكحول الإثيلي والميثيلي والمسبب للوفيات المفاجئة بسبب تسمم عضلة القلب، والعمى بسبب إصابة عصب الإبصار.
وكوبلي هذا ليس طبيبا بل هو خوري في كنيسة في إحدى قرى لبنان وجد طريقه إلى الثروة والشهرة بسبب وصفاته الطبية الرهيبة القاتلة.. وكتابه لا يزال يطبع ويوزع على نطاق واسع في العالم العربي، رغم أنه كله مبني على الخرافات، فلحم الهر يشفي من السل، والسبرتو تقضي على البول السكري، وقطعة من دهن الخنـزير علاج للربو، والبصاق على قطعة من الفخار علاج لكل أوجاع الرأس… إلخ

جميل منك اخي العزيز

وفي قمت الرووعه

وتقبل تحياتي

اخوكم

احساسي

.

مشكوووووووووووووووور والله انت نورت الموضوع

تحياتى لك

محمد نوفل

موضوع رائع الله يعطيك العافية

مشكووووووووووووووور اخووووووووووووووي

يعطيك العافية

تحياتي لك

يسلمووووووووووووووووو
الله يعطيك العافيه

تحيتي
دلوعة نهر الحب
قلوب

جميل جدا منك الموضوع
تقبلو تحياتي

كلام جميل ومفيد

ومجهود كبير ونافع باذن الله

يسلمووو

تحيتي

********>drawGradient()***********
خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.